تأجلت جلسة محاكمة الرئيس السوداني السابق عمر البشير و27 شخصاً آخرين بتهمة الانقلاب على الحكومة المنتخبة عام 1989 بعد رفع محامي ثلاثة من المتهمين طلب الافراج عنهم بكفالة إلى محكمة الاستئناف، وفق مصدر قضائي يوم الاثنين 10 أغسطس 2020.
وقال رئيس المحكمة القاضي عصام الدين محمد ابراهيم بعد افتتاح الجلسة "لدينا ثمانية وعشرون متهما. ... هذه المحكمة ستتيح لكل شخص الفرصة ليقدم دفوعاته ويعرض قضيته وستقف على مسافة واحدة من الجميع".
وقال على الأثر "هذه القاعة لا تتسع لكل محامي الدفاع وعددهم 199. لذلك، قررنا رفع هذه الجلسة لاتخاذ تدابير أفضل".
والمحاكمة فريدة من نوعها في العالم العربي حيث لم يمثل اي منفذ انقلاب ناجح في التاريخ الحديث أمام القضاء. وفي حال إدانة البشير، قد تصل العقوبة القصوى في حقه الى الإعدام.
وأطاح الجيش بالبشير في 11 نيسان/أبريل 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله. وتمّ توقيفه على الأثر.
والبشير هو أول رئيس سوداني وصل الى السلطة في انقلاب عسكري يقدّم للمحاكمة منذ استقلال السودان في عام 1956. وشهد السودان بعد ذلك ثلاثة انقلابات عسكرية قادها ابراهيم عبود في 1959 وبقي في السلطة حتى 1964، وجعفر نميري (1969 الى 1985) ثم البشير (1989 الى 2019).
واستولى البشير على السلطة من حكومة منتخبة برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وأكبر الأحزاب السودانية.
أرجأت محكمة سودانية، الثلاثاء، محاكمة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير و27 شخصا آخرين متهمين بالاستيلاء على السلطة في انقلاب 1989، إلى السادس من تشرين الأول/أكتوبر.
في التفاصيل، بث التلفزيون الرسمي جلسة المحاكمة التي ترأسها القاضي عصام الدين محمد الذي قال "الدور القادم ويقصد به جلسة المحاكمة، في 6 أكتوبر للسير في الإجراءات".
وكان من المنتظر نقل محاكمة الثلاثاء إلى قاعة أكبر من حيث المساحة بسبب جائحة كورونا، وتم اقتراح قاعة الصداقة في وسط العاصمة لتكون بديلا للقاعة الحالية، إلا أن ذلك لم يحدث.
وهذه هي الجلسة الخامسة لمحاكمة المتهمين الـ28 بتهمة تنظيم الانقلاب الذي أوصل البشير إلى السلطة في 1989.
بالملابس البيضاء
فيما حضر الجلسة المتهمون وعلى رأسهم البشير في ملابس السجن البيضاء. وفي حال إدانتهم سيواجهون عقوبات يمكن أن تصل إلى الإعدام.
والبشير مطلوب أيضا من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية أثناء النزاع في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي استمر بين 1959 و2004 وأسفر عن 300 ألف قتيل وملايين النازحين.
فيما كان انقلاب البشير الثالث منذ استقلال السودان عام 1956، إلا أن الجيش السوداني كان أطاح بالبشير في نيسان/أبريل 2019 عقب احتجاجات شعبية استمرت أشهرا عدة.
إلى ذلك، تجري المحاكمة في وقت تقدم الحكومة على سلسلة من الإصلاحات.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك لنا تعليق لنتحاور بعقل وليفهم كل منا الاخر (شكرا علي تعليقك)