غرب مدينة "كبوشية" وشمال مدينة "المتمة" .

واصل نهر النيل ثورته العارمة وتجاوز فيضانه كل المحطات التي وصل إليها خلال السنوات المواسم الماضية بما في ذلك فيضان 1946 والذي كان يعد مقياسا يصعب الوصول اليه غير ان هذا فيضان هذا العام 2020 أحدث خسائر هائلة خاصة في الممتلكات وما زالت القرى تتساقط واحدة تلو الأخرى مع ارتفاع المناسيب منذ أكثر من شهر وهاهي عدد من القرى محليتي شندي والمتمة تدخل قائمة العزل الكامل وما زالت المياه تتوغل الى داخل الأحياء .. (الإنتباهة) واصلت تجوالها في الولايات المتضررة لرصد ومتابعة آثار الفيضان وانعكاساته على المشهد فكانت هذه الحصيلة من داخل قرى محليتي شندي والمتمة.
مشهد متكرر
المشهد بات مكررا على طول طريق الرئيسية بعدد من القرى على ضفتي نهر النيل حيث تبعثرت قطع الأثاثات العائدة الى متضررين فيما نصبت خيم من أجل إيوائهم وتأثرت محلية شندي مثلها من مثل عدد من محليات البلاد بفيضان هذا العام وقد كانت الخسائر في المباني والمزارع كبيرا .
انهيارات بحجر العسل

وحدة حجر العسل اجتاحت مياه الفيضان عددا من مناطقها وقراها في مناطق المسيكتاب جنوب والسقاي والعمدة شلال السبلوقة حيث انهار عدد كبير من المنازل كليا وأخرى جزئيا حيث بلغ عدد المنازل التي انهارت انهيارا كليا بمحلية شندي 95 منزلا وانهيارها جزئيا قدرت ب 137 منزلا.
ومازالت الخطورة قائمة في كل أرجاء المحلية مع ارتفاع نسبة المنازل المنهارة.
البسابير تعاني
أما وحدة البسابير وقد تعرضت ايضا لفيضان النيل بصورة لم تحدث في تاريخها حيث تأثرت المزارع وانهيارات متعددة في المنازل بالملاحة وغيرها من المناطق بسبب انهيار الجسر الواقي للمنطقة.
وفى وحدة كبوشية الادارية نجد منطقة ديم القراي قد اجتاحت شلالات المياه المنطقة بعد انهيار الجسر الواقي مما أدى الى انهيارات بالجملة للمنازل وغمرت المياه المزارع في وقت أخذت المياه التوغل الى داخل المدينة الملكية الأثرية والتي تتبع آثار البجراوية الى جانب محاصرة المياه لقرية الكجيك وأجزاء واسعة من البجراوية بينما حاصرت المياه قرية قدو وقلعة الصالحاب على الناحية الشمالية بصورة كاملة غير أمتار قليلة عند المدخل الشرقي بينما انهارت أكثر من 5 منازل ويتخوف المواطنون من حدوث كسر في موقع الجسر والذي بات أكثر هشاشة ويقول المواطن علي بلة يوسف أنه بالرغم من حالة الاستنفار لشباب المنطقة ومواصلتهم على مراقبة الجسر والقيام بعمل الردميات إلا ان الخطر ما زال ماثلا ونخشى ان يزداد منسوب المياه في ظل انعدام الجوالات. من جانبه ثمن بشير الشيخ احمد زين جهود أبناء المنطقة ومدهم بالجوالات وحذر من وقوع كارثة حقيقية ما لم تتدخل حكومة الولاية بإنقاذ الموقف من جانب آخر لقي طفلان مصرعهما بقرية قدو أحدهما مات غرقا بينما تسببت لدغة عقرب في وفاة طفلة عمرها 5 سنوات.
استغاثة ولكن ..

ومنذ بداية ارتفاع مناسيب المياه أطلق عدد من الناشطين نداءات الى حكومة الولاية والوحدة الادارية المتمة بان مشروع كلي والصواب بات مهددا ويشير علم الدين الخواض خلال حديثه لـ( الإنتباهة) إلى أن قرية كلي باتت محاصرة بالمياه تماما مبينا ان المواطنين وجدوا أنفسهم في عزلة مضيفا ان المنازل بدأت تتأثر بصورة واضحة خاصة تلك التي على مقربة من الجسر الذي تعرض للكسر على الناحية الجنوبية إلا ان تدخل أبناء المنطقة أسهم في حمايتها من الغرق وأشار إلى أن الأوضاع الصحية تتجه نحو الأسوأ مع نقص واضح في المواد الغذائية.
انهيار مشروع كلي
وحول الخسائر التي تعرض لها الأهالي هناك قال علم الدين الخواض ان المياه غمرت كل مساحات مشروع كلي والصواب وتدمير كل القنوات بما يهدد الموسم الشتوي ما لم يتم إعادة تأهيله على وجه السرعة وانتقد علم بطء تحرك المدير التنفيذي لمحلية المتمة وعدم توفير الجوالات لحماية المنطقة بالرغم من استجابة مدير غرفة الطوارئ بالولاية والتأكيد على توفير ميزانية بهذا الصدد وأضاف ان المياه غمرت كل البساتين والأعلاف فضلا عن المحاصيل خاصة البصل والذي يقدر بأكثر من 10.000 جوال وهرع متطوعون الى قرية بقروسي عقب تدفق مياه الفيضان اليها اذ لم يستطع غالبية السكان إنقاذ أمتعتهم بعد أن انهارت عليها المنازل وأبدى عدد من السكان تخوفهم من مستقبل أبنائهم الذين يجلسون لامتحان الشهادة السودانية خلال أيام بعد انهيار مدرسة كلي والتي تعد مركزا لعدد من المناطق المجاورة.
قرية بقروسي
لم تتوقف حجم الخسائر عند منطقة كلي بل تعدتها الى المناطق المجاورة فقد اجتاحت المياه قرية بقروسي التي أحدثت بها المياه دمارا شاملا مما استدعى إجلاء عدد من الاسر الى مواقع اخرى كما اجتاحت المياه مساحة واسعة من قوز بدر في حي الشايقية الجبلاب قوز برة والعبابدة وقال المواطن محمد عبد الله «لم استطع اخراج اي قطعة من أثاث منزلي، وأسرتي الآن تقيم مع أحد أقاربي في منزله بقرية قريبة وأبدى مخاوفه من انتشار الأمراض بسبب تكاثر الذباب والناموس.
من المحرر
حتى كتابة هذا التقرير فإن الأوضاع تتجه إلى الأسوأ ولا بوادر تشير الى انخفاض منسوب النيل وتواجه عدد من القرى بمحليتي شندي والمتمة أوضاعا مأساوية وصار البحث عن يابسة هما يؤرق هؤلاء المواطنين في ظل غياب شبه تام لحكومة الولاية فماذا بعد إعلان الحكومة المركزية حالة الطوارئ وان جميع هذه المناطق باتت منطقة كوارث فالموقف لا يحتمل مزيدا من التأخير.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك لنا تعليق لنتحاور بعقل وليفهم كل منا الاخر (شكرا علي تعليقك)