الخرطوم 13-10-2020 (سودانيز)
أبرز التطورات
يتزايد عدد الأشخاص المتأثرين بأسوأ فيضانات في السودان خلال العقود الثلاثة الماضية. إذ دمرت هذه الفيضانات منازل أكثر من 875 ألف شخص وتوفي 155 شخصًا، وفقًا لمفوضية العون الإنساني الحكومية.
تأثرت أكثر من 560 مدرسة وآلاف المرافق الصحية، مما أضر بالخدمات الأساسية للسكان، لا سيما في ولايات النيل الأزرق وشمال وغرب دارفور والخرطوم وسنار.
لا يزال حجم الأضرار الجسيمة في مصادر المياه غير مؤكد بعد، مع انهيار ما يقارب من 30,000 مرحاض، مما زاد من التحديات لمنع تفشي الأمراض المحتملة وعلاجها.
لم تدمر الأمطار الغزيرة فقط المنازل والبنية التحتية الرئيسية بل والمزارع أيضًا قبل الحصاد مباشرة.
وفي بعض المحليات مثل المتمة في ولاية نهر النيل غُمرت 75% من المزارع.
تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى العمل وتصارع مع الزمن للوصول إلى المتأثرين وإنقاذ الأرواح، بجانب الدعم المقدم من الحكومة. حيث جرى تقديم المساعدات لأكثر من 400,000 شخص، لكن الانخفاض الشديد في التمويل يفرض تحديات خطيرة على الاستجابة.
لمحة عامة عن الوضع
لا يزال السودان يواجه أسوأ الفيضانات منذ عقود. وتسببت الأمطار الغزيرة التي استمرت عدة أسابيع في حدوث وفيات ونزوح وتدمير هائل للبنية التحتية الرئيسية ووسائل العيش في جميع أنحاء البلاد، وكانت ولايات النيل الأزرق والخرطوم وشمال دارفور وسنار وغرب دارفور من أكثر الولايات تأثرًا.
فقد أكثر من 120 شخصًا حياتهم ووصل عدد الأشخاص المتأثرين بشكل خطير إلى أكثر من 860,000. اعتبارًا من 1 أكتوبر، وفقًا لمفوضية العون الإنساني الحكومية. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فإن ما لا يقل عن 150 ألف لاجئ ونازح من بين المتأثرين.
دُمر أكثر من 79,400 منزل بشكل كامل وهناك تقارير عن تعرض ما يقرب من 92,600 منزل للتلف مما أدى إلى حاجة ماسة وعاجلة للمآوي واللوازم المنزلية. وقد غُمرت العديد من المزارع، خاصة في المناطق النهرية على طول أنهار النيل الأبيض والنيل الأزرق والنيل الرئيسي في بلد يواجه فيه 9.6 مليون شخص جوعًا شديدًا وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
تأثرت أكثر من 560 مدرسة وتُستخدم 50 مدرسة أخرى على أنها مآوي للنازحين. قد يؤثر هذا بشكل كبير على بدء العام الدراسي الذي جرى تأجيله بالفعل من سبتمبر إلى نهاية نوفمبر بسبب تحديات الموارد لتكييف نظام التعليم الهش للحد من مخاطر فيروس كورونا المستجد. كما تعرضت إتاحة الحصول على المياه النظيفة والخدمات الصحية للخطر خاصة في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد.
تأثر حوالي 3,200 مركز صحي أو توقفهم عن العمل، وانهيار حوالي 30,000 مرحاض، وانهيار سد بوط الترابي في ولاية النيل الأزرق، في 29 يوليو، زادت من المخاطر المرتبطة بتوفير المياه لأكثر من 100,000 شخص، بما في ذلك النازحين واللاجئين الذين كانوا يعتمدون على السد بوصفه مصدراً أساسياً للمياه لهم.
ويزيد المستوى الواسع للأضرار من تحديات منع تفشي الأمراض المحتملة وعلاجها. حيث تتوطن الملا ريا وحمى الضنك والكوليرا في أجزاء عديدة من السودان، ويزداد خطر الإصابة بهذه الأمراض وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه والوبائيات تزامنًا مع الفيضانات والمياه الراكدة. ويجلب الفيضان أيضًا مخاوفاً تتعلق بالحماية، خاصة بين الأطفال والنساء والنازحين.
مما يمكن أن يجبر العائلات التي فقدت كل شيء على الاعتماد على استراتيجيات التكيف السلبية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك عمالة الأطفال التي جرى الإبلاغ عنها بالفعل وفقًا للشركاء العاملين في مجال المساعدات الإنسانية. كما يؤدي الافتقار إلى خدمات التعليم إلى زيادة تعرض الأطفال لخطر الاستغلال ويؤدي العبء الإضافي على الأسر المتأثرة إلى زيادة حالات العنف ضد النساء والفتيات.
كما يحتاج الأفراد الذين يعانون من إعاقات أو أمراض مزمنة وكبار السن والنساء الحوامل والمرضعات إلى خدمات محددة والتي أصبحت الآن معرضة للخطر بسبب تدمير المرافق وتراجع الخدمات.
وتقوم الحكومة ومنظمات الإغاثة بمراقبة الوضع عن كثب وتقديم المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المتأثرين. حيث وصل العاملون في المجال الإنساني إلى أكثر من 400,000 شخصًا بدعم حيوي.
لكن المخزون ينضب بسرعة وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم، بما في ذلك من الجهات المانحة.
كما أن خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2020 والتي تطلب 1.6 مليار دولار أمريكي جرى تمويلها بنسبة تقل عن 46 في المائة.

تعليقات
إرسال تعليق
اترك لنا تعليق لنتحاور بعقل وليفهم كل منا الاخر (شكرا علي تعليقك)